لم أكن أعلم أبدا أو أصدق ، أن هاتفي الخلوي سيكون سببا في انفصالي عن زوجتي أم أولادي .. ولم أكن أصدق أيضا أن الشبكة العنكبوتية العالمية ستصطادني ذات يوم .. ذلك أن من فعلتها معي عنكبوت مخضرم أصيل يقطن زوايا البيوت القديمة المتخمة بأنفاس الرجال والنساء الحالمين بالحرية الغير منسجمة مع تقاليدهم وأعرافهم ... كما أنني لم اصدق أخيرا أن ما يجري في قريتي الصغيرة ممكن ان يجري . . حيث تستيقظ وتنام على أنغام عزف الغرب المدلل الذي لايدري .. إن كان أطفال القرية ينامون ويهنئون على هذه الألحان ؟ أم لا ؟.. هكذا أنا .. تمكنت مني المشاكل فأصبحت غذائي اليومي ..
هذا ما ابتدأ به محمود كلامه .. وكانت الدمعة تترقرق بأحداقه .. منذرة بانسكابها على وجنتيه السمراوين المشققة من لهب حر هذا الصيف الاهب ..
- ابتسم مصطفى بوجه محمود محاولا النأي به عن ما هو فيه ....
- كلنا نعيش نفس المصير .. إلا أن .....
- إلا أن ماذا ؟
قاطعه محمود بنفس الوتيرة التي كان يتحدث بها ، مع بعض الاندهاش الذي رسمه تعبير وجهه نهاية السؤال .
هز مصطفى رأسه و نظره مسمرا إلى وجه محمود المطرق الرأس بابتسامته التي لم تفارق شفتيه ...
- إلا أن الهاتف الخلوي والشبكة العنكبوتية .. والانفصال عن الزوجة .. والاصطياد .. وووو..
- كلمات .. كلمات ربما لم تعني .. ولا تعني شيء لك أو لغيرك .. ولكن بالنسبة لي هن أساس المشكلة التي فيها أنا ألان ... بهذه الكلمات رد محمود .
- محلولة .. قالها مصطفى بفطرته وتسخيفه المعهود للأشياء .. بيع الحاسوب .. واشتري بدلا عنه دراجة بخارية .. وانطلق بها .. سابق الريح .. يوميا و لمدة ساعة واحدة وستجد نفسك انك نسيت كل شيء حتى نفسك..
- وهاتفي الخلوي .... قالها محمود بيأس استهزائي مسترسلا .. لالالالالالا ..
- أعطني إياه .. وستثاب على ذلك ... وضحك بملأ فمه حتى سقط أرضا .
رن جوال محمود بنغمته الغريبة وصمت الاثنان ..
- الو ..
- انتظري بعد ساعة على النت .. اوكي حبيبتي ؟؟ .. كان ذلك صوت ناعس جميل خرج من سماعة الهاتف ..اخترق مسامع مصطفى قبل محمود .. رغم أن الأخير هو الذي تلقى هذه المكالمة ..
- اذهب معك .. قالها مصطفى بفضول .......
ضحك محمود أولا .. ثم أنظمت ضحكات مصطفى له بعد أن لزمه الصمت .. وتملكه التفكير .. - ذهب الاثنان متوجهين إلى ذلك المقهى القريب الذي يجتمع به معظم شباب القرية .. حيث أعمارهم دون أعمار أولاد الصديقين مصطفى ومحمود .
2 مشترك
قصة قصيرة .. لعبة الزمن الان لــــ أسامة السلطان
izak- المدير العام
- عدد الرسائل : 143
العمر : 33
البلد :
الجنس :
السٌّمعَة : 0
نقاط التميز : 31
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
- مساهمة رقم 1
قصة قصيرة .. لعبة الزمن الان لــــ أسامة السلطان
لمسة حنين- مُشِرِفْة
- عدد الرسائل : 124
العمر : 36
<font color=#000000><b>مُشْـــــــــرف : :
:
قضايا حواء
قضايا حواء
العنايةبالبشرة
العطور والمكياج
البلد :
الجنس :
السٌّمعَة : 4
نقاط التميز : 102
تاريخ التسجيل : 26/02/2009
- مساهمة رقم 2
رد: قصة قصيرة .. لعبة الزمن الان لــــ أسامة السلطان
شكرا كثير على القصة الحلوة ننتظر جديدك
izak- المدير العام
- عدد الرسائل : 143
العمر : 33
البلد :
الجنس :
السٌّمعَة : 0
نقاط التميز : 31
تاريخ التسجيل : 21/12/2007
- مساهمة رقم 3
رد: قصة قصيرة .. لعبة الزمن الان لــــ أسامة السلطان
شكرا